Hanan
فاطمه هيكل
. منذ سنة
معدله

أهنأ النَّاس عيشًا..

أحيانًا نجهد في التَّفكير لتَّدبير لبعض الأمور الَّتي لم ندركها، ونحمل همًّا ثقيلًا لأجلها، وكأنَّ تدبير الأمر لنا ونغفل عن أنَّه سُبحانه له الخلق والأمر؛ يقضي ما يشاء ويختار .. بل قد نخلق حلولًا لبعض ما سنواجه ثمَّ يشاء الملك العليم أن يكون خلاف ما أردنا، ثُمَّ نرى حكمته فيما شاء وقدَّر وأنَّه ما كان ليكون الأمر خيرًا ممَّا قضاه سُبحانه.. ولو علمنا ذلك يقينًا وفوَّضنا كلَّ أمرٍ ونازلةٍ إليه سبحانه لعلمنا أنُّه هو من يحسن التَّدبير ومن بيده عاقبة الأمور، لسلم القلب من قلق المصير وجهد التَّفكير وعناء التَّدبير، فأهدأ النَّاس بالًا وأكثرهم انشراحًا وأهنأهم عيشًا هم المُتوكُّلون على الله الموفوِّضون أمرهم إليه، المؤمنون بقضائه وقدره، وإن لم تتبيَّن لهم الحكمة، وإن لم تظهر لهم الخيريَّة؛ فإيمانهم به سبحانه أخبرهم بأن عدم بيان الحكمة وعدم ظهور الخيريَّة، هو لجهلهم بها وليس لانعدامها .. ولا يكون ذلك إلَّا لمن عرف ربَّه.