حينما يتخرج الطالب من الجامعة ويواجه الحياة الوظيفية والاجتماعية، ويرتبط ببناء أسرة
وتمر السنوات، يتذكر كما تذكر كاتب المقال -بعد حين- نصيحة أهداها لهم أستاذهم وهم على مقاعد الدراسة الجامعية حينما قال لهم : ( إذا لم تستغلوا هذه الفترة من حياتكم، ستندمون عليها بعد ذهابها كما ندمنا نحن على ذهاب أوقاتنا ونحن في أعماركم )
بلغ الكاتب أشده ووصل إلى ما وصل اليه معلمه، وجلس على مقعد التدريس ، وأيقن أن الفترة الذهبية من حياة الطالب هي المرحلة الجامعية، وهي أثمن الأوقات لا مسؤليات ولا ارتباطات اجتماعية وإنما الطالب مفرغ للتعلم.
هذا الكلام نوجهه إلى أبنائنا الطلاب ، أنتم تملكون كنزًا لا يقدر بثمن ، وقتكم بين أيديكم، تتصرفون فيه كما تشاؤون، ما تستثمرون فيه أعماركم وأنتم في مقاعد الدراسة من قراءة، وحفظ ، ومهارة ، تجنون ثماره حينما تتخرجون، ويكون قاعدةً وأساسًا لما بعد ذلك.
فأشغلوا أوقاتكم بالعلم والتعلم، أضيفوا لغةً إلى لغتكم، وحفظاً إلى حفظكم، ابحثوا عما تميل له نفوسكم فأتقنوه، أنتم في الزمن الذي يحسدكم فيه غيركم فلا تضيعوه، لا تصرفكم عنه الصوارف، ودمتم بعون الله مشاعل نور وهدى وتقدم ونجاح لهذا البلد المبارك.
الدكتور عبدالإله سعيد الشهراني