3/ الإعلام:
إن من اخطر وسائل الإعلام وأكثرها تأثيرا في الفرد هذا الفرد الالكتروني الذي أصبح احد الأفراد المميزين بالعائلة 00الذي هو التلفاز فترك الأبناء يقضون الساعات الطوال في غسق الليل أمام التلفاز أسرى وعبيدا لا حول لهم ولا قوة ينصتون محلقين بأفكارهم وخيالهم لتلك الفضائيات غير الملتزمة والتي تتخذ من الانحلال طريقا للشباب في ظل الغياب الكامل والمعطل للأدوار التربــــوية المعهود عليها المسؤولية لهذا الجيل والناشئة. وقد استطاعت الافلام الغربيــــــــة ومثيلتها من الافـــــلام العربية في غالب الأحيان التسلل إلى عقول وعواطف ومشاعر أفراد المجتمع لاسيما جيل الناشئة والشباب ، وقدمت النموذج الغربي علـــــــــــــــى وجه الخصوص بأنه النمــــــــوذج الوحيـــد للحياة الثقافيـــــة والاجتماعية الراقية. ولعل أبرز الأدلة لمدى سطوة هذا التأثير ما تبثه القنوات الفضائية العربية من برامج وأفلام ومسلسلات مثل (ستار أكاديمي) Star Academy،(الرئيس)Big brothers وغيرها، التي تلقى رواجاً كبيراً لدى المتلقي العربي. في حين انها تبث الكثير من المفاهيم الخاطئة إلى المجتمع الإسلامي المحافظ كشرب الخمر وعقوق الوالدين والحرية الشخصية دون قيد ولا شرط و دون التفكير بأصل ما يقومون بتقليده( 18).
كذلك التقدم الراقي المتمثل في شبكة الإنترنت (وخاصة مع الهواتف المحمولة) التي دخلت البيوت دن استئذان حيث أدخلت معها الفساد والانحلال الخلقي بأبشع صوره,فبينما كنا نخاف على الأبناء إذا خرجوا من البيت أصبحنا نخاف عليهم وهم في البيت بيننا"، بل في غرف نومهم، فهذا الإنترنت وما أدراك ما الإنترنت؟ يحلق بهم إلى كل أصقاع الأرض من غير رقيب ولا وازع ديني أو أخلاقي يدلهم على الخير, أو يرشدهم إلى الفوائد العديدة من هذه التكنولوجيا التي قربت البعيد ونوعت وعددت وطورت مصادر البحث وآفاق المعرفة(18).
4/ انبهار الشباب بالغرب:
انبهر الشباب بالحضارة الغربية وذلك بسبب التفوق الغربي بالعلوم والصناعة والتكنولوجيا ,
فيخلط شبابنا بين القيم الغربية والتكنولوجيا الغربية ويظنون إن الغرب متفوقون علينا في كل شي حتى القيم والتقاليد والعادات لكن بالحقيقة الغرب متقدم تكنولوجيا فقط ومتأخر في جوانب أخرى )روحية 0اخلاقية 0اجتماعية)(3 (.
5 / الإحساس بالنقص وضعف الشخصية:
يقول الدكتور –طلعت عفيفي –عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر: التقليد سبب في خلل شخصية المسلم والشعور بالنقص والصغر والضعف والانهزامية ثم البعد والعزوف عن منهج الله وشرعه كما انه مع الأيام يسبب حب وولاء للمقلدين. وكم من شبابنا يقلد الغرب في كل شيء, صحيح أن لديهم جوانب أخرى مميزه ولكن المشكلة الكبيرة أن شبابنا العربي والمسلم لا يقلدهم في الأشياء المفيدة مثل العلم والطب والفضاء وغيره بل أن تقليدهم الأعمى ينصب على الجوانب السلبية في الغرب فقط وهذه هي المصيبة التي يجدر بنا التنويه إليها , فتجد شاب عربي يلبس ملابس غريبة ومضحكه أحيانا ويقول هذه موضة وهذه ملابس الفنان فلان الفلاني , وعندما تنصحهم يقولون لك نحن في القرن الحادي والعشرين وانت شخص تفكيرك قديم وعايش في أيام زمان تقدم معانا.(12)
الحلول و المقترحات:
أما الحلول بعد هذا التنوع من مصادر الخطر على الشباب ، بل على المجتمع بأكمله، والذي ربما يعتبره البعض أنه مبالغ فيه وبأخطاره وأن تعميم هذه الظواهر فيه تيئيس لواقع الحال ومجحفا بحق الجيل والنشأة، نعم إن العلاج الشافي من هذا العدو الخطير، المختبئ بعبائة التقدم والتحضر والحرية... يتمثل بخطوات عديدة وتوجهات مدروسة ومنهجية من أبرزها:
1/ الرجوع إلى الله بالالتزام الحقيقي - وليس الصوري طبعا - بتعاليم ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا العربية الأصيلة، وذلك مع وجود القدوة الحسنة في البيت والمدرسة(2)،
2/ ضرورة التحديد الدقيق لهويتنا الثقافية الحضارية الحالية والتي يجب علينا أن نسخر كل جهودنا للمحافظة عليها ومنع اختراقها بكافة السبل والوسائل(4).
4/ يجب أن نسلح شبابنا بآليات السباحة والإبحار في هذا البحر حتى لا يغرق شبابنا، ونصل بهم إلى بر الأمان. وذلك بتظافر الجهود بين المؤسسات الإعلامية بكافة أشكالها وتنوع أساليبها المرئية منها والسمعية والمقروءة.. لخلق مناخ آمن وسياج ضامن لمستقبل الجيل الواعد، بعيدا عن التشدد والتزمت والعنف والتعصب.. بل بالكلمة الطيبة الهادئة والهادفة والمقرونة بالعطف والحنان والتوجيه الحازم بالرفق والموعظة والحوار، مع احترام الخصوصية والشعور بالمسؤولية وخاصة تجاه الأبناء والمجتمع، وهذه مسؤولية لا يعفى منها أحد ولا ينفرد فيها أحد بل هي مسؤولية الجميع كل حسب موقعه وتخصصه ومنصبه ومسؤوليته عملا بقول سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) وقوله أيضا (كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول). وقال أيضا: