علي دغريري
. منذ سنتين

غياب الهوية الثقافبة لدى الشباب2

انيا/ مفهوم الثقافة:
الثقافة من أكثر المصطلحات استخداماً وأشدها غموضاً، وقد يرجع غموضها إلى تعدد معانيها وتباينها، بيد أن الأمر الذي لا ريب فيه أن لكل مجتمع ثقافة تميزه، وتبلور معتقداته وقيمه ومبادئه وعلاقاته الاجتماعية وأنماط سلوكه وتخيراته الأيدلوجية.
وبناء على ما سبق فالثقافة تعني كل ما صنعه الإنسان في بيئته خلال تاريخه الطويل في مجتمع معين في كافة المجالات التي تتشمل اللغة والعادات والقيم وآداب السلوك العامة والأدوات والمعرفة والمستويات الاجتماعية والأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتعليمية، كما تتضمن الثقافة سواء في أصولها اللغوية العربية أم في اللغات الأخرى مجموعة من القيم يتمثل بعضها في الإيمان والطهارة والجمال والفطنة والتقدم والاتقان، فبدون هذه القيم لا يمكن للإنسان أن يصلح في زراعة الأرض أو العبادة بشعائرها، كما توضح الاشتقاقات اللغوية لمفهوم الثقافة.
أنها-أي الثقافة – تقف عند المستوى الرفيع من التكوين الإنساني من حيث هي صقل للذهن وتهذيب للسلوك وتنميته أخلاقياً وروحياً، وهذا المعنى من معاني الثقافة يتصف به المثقفون من الناس الذين يمثلون النخبة الممتازة أو القاطرة التي عليها أن تجر باقي العربات إلى أقصى حد سمواً بالتكوين العقلي والروحي والأخلاقي للإنسان (8).
سمات وخصائص الثقافة:
1- تحديد أسلوب حياة المجتمع وأسلوب مواجهته المشكلات الاجتماعية واستغلال الإمكانيات المادية لأنها مجموعة خبرات من صنع الإنسان.
2- تنظم حياة الأفراد في المجتمع وإشباع حاجاتهم.
3- تمثل اللغة وسيلتها الهامة فهي التي تقوم بنقل الخبرات من جيل إلى جيل.
4- تمثل أرض ووطن وكيان له ثوابته الجغرافية ومتغيراته التاريخية.
5- تنتقل من جيل إلى جيل فتكتسب خبرات جديدة ويزيد من محصولها، فهي بذلك تراكمية.
6- تستخدم أسلوب التنشئة الاجتماعية لاكتساب الفرد الجديد من ثقافة المجتمع من تعليم ومعيشة وتعامل ولغة وعادات وتقليد.
و إذا كانت الهوية الثقافية تترجم إلى سلوك فإننا نستطيع أن نتعرف على ثقافة مجتمع ما من خلال سلوكيات أفراده وجماعاته, والسلوك الثقافي في هذه الحالة يعتبر مرآة عاكسة لمدى تقدم ثقافة مجتمع ما أو تخلفها، ومن هذا المنطلق فكل مجتمع حريص على تأكيد هويته الثقافية والسمو بها، والاحتفاظ بعنصر الدينامية لتنشيط فاعليات هذه الثقافة وتوريثها للأجيال اللاحقة(14).
ثالثا/ الهوية الثقافية:
الهوية الثقافية "مفهوم اجتماعي يشير إلى كيفية إدراك شعب لذاته وكيفية تمايزه عن الآخرين وهمي تستند إلى مسلمات ثقافية عامة مرتبطة تاريخياً بقيمة اجتماعية وسياسية واقتصادية للمجتمع" (7)
أبعاد الهوية الثقافية:
- الثوابت الجغرافية من ارض ووطن وكيان مادي.
- التأكيد الثقافي للذات من خلال التمسك باللغة والتراث.
- التراث الروحي وشعور الفرد أنه جزء من هذا المكون الروحي.
- الانتماء للثقافة يعني شعور الفرد بالوجود ضمن إطارها والتوحد معها.
- إحساس داخلي للفرد بالمشاركة والاندماج مع ثقافة معينة والمشاركة بما يملكه.
- التماسك الاجتماعي والتمسك بالقيم والمعايير والأعراف الحضارية ومقاومة التأثير الخارجي ورفض القيم والأعراف المنقولة من مجتمعات أخرى.
- التطور الإبداعي للأفراد مع الاحتفاظ بالمكونات الثقافية الخاصة بالجماعة والتي تكونت بفعل التاريخ واللغة والقيم السيكلوجية المشتركة وطموحات الغد(15).
أسباب غياب الهوية الثقافية للشباب:
وأما الأسباب والدوافع فهي كثيرة ومتنوعة ومتشعبة، وربما من أهمها ذاك الفراغ الفكري والعاطفي بالإضافة للتشتت بين أصالة الماضي وحداثة المستقبل وعدم إمكانية الجمع بينهما في ظل غياب أو تغيب! الدور الرائد لحضارتنا في واقع المجتمعات.
1/ ضعف الوازع الديني:
إن ما أصاب شبابنا إلا بسبب عدم تمسكهم بدينهم كما يجب وعدم فهم الكثيرين منهم لحقيقته وما ذلك إلا لإعراضهم عنه وعدم تفهمهم فيه وتقصير الكثير من العلماء والأهل في شرح مزاياه وإبراز محاسنه وحكمه وأسراره(17).
2/ ضعف التربية والتوجيه الخاطئ للأجيال:
التربية أساس النشء وموضع ترسيخ للمفاهيم السليمة ونقطة التحول هنا أن يتربى الشاب أو الفتاة على محاولة البحث عن الترفيه والحياة الامتع بدون قيود واضحة وصارمة.
فلا غرابة بعد ذلك أن نرى الانجراف الكبير من قبل هذا الشاب نحو المعتقدات الخاطئة ,كلما تقدم به العمر وذلك باعتقاد ربما يكون جادا منه بأنه يريد (أن ينبسط بحياته ) بعيدا عن الالتزام الديني والذي ربط وللأسف بصورة كاملة بالعادات والتقاليد البالية التي تنفر الجهال منه , وان بعض تلك العادات والتي يتبعها شبابنا تدرج تحت الشرك بالله والعياذ بلله(5).
3/ الإعلام:
إن من اخطر وسائل الإعلام وأكثرها تأثيرا في الفرد هذا الفرد الالكتروني الذي أصبح احد الأفراد المميزين بالعائلة 00الذي هو التلفاز فترك الأبناء يقضون الساعات الطوال في غسق الليل أما

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد ...