قال الإمام الرازي تعليقا على استعادة النبي صلى الله عليه وسلم "وأعوذ بك منك":
(الشكاية من الحبيب إلى الحبيب هي عين التفريد والتوحيد، ثم هذه الشكاية ظاهرها شكاية وباطنها شكر؛ لأن معنى هذه الشكاية أنه ليس لي بد منك وليس لي أحد سواك، ولهذا قال أيوب عليه الصلاة والسلام: (أني مسني الضر ) [الأنبياء: الآية ٨٣] ، ثم إن الحق سبحانه قال: (إنا وجدته صابراً نعم العبد) (ص: الآية 44]، كأنه قيل: إن كان قد شكا منا إلى غيرنا صار
هذا قدحا في كونه صابرا، لكنه شكا منا إلينا فبقي صابرا كما كان، فإنه لم يقل: يا أيها الناس إني مسني الضر! بل نادى ربه أني مسني الضر، فعرض عجزه على قدرة مولاه، وذلّه على عزته، وحاجته على غناه.)
لوامع البينات شرح أسماء الله تعالى والصفات ص٥٩