علمتني الحياة
أن الناس أصناف.. ولا يمكن العيش معهم ولا الصبر عليهم إلا بالتغافل عن الزلات..
تخترق كلمة مؤذية وجدانك.. وتعيش كأنك لم تسمعها لتعيش..
وينطلق سهم بكلمة مقصودة فتفسح لها الطريق لتذهب أدراج الرياح..
وتعلمت أن الكلمة الطيبة لا تكلف شيئا.. بل أرباحها مضمونة دنيا وآخرة..
تعلمت في سيري في الحياة أن أعيش الفرح مع أهله، والحزن مع أهله، فأنا جزءا من مجتمع.. ولست فردا وحيدا أنجح ويرسب غيري، وأفوز ويخسر غيري، وأتقدم ويتأخر غيري.. فسفينتنا واحدة.. وزرعنا بثماره في بستان واحد..
تلك الحياة الوسيعة ضيقة كسم الخياط على من يبحث أن يكون دوما هو الأول ثم الناس خلفه..
علمتني الحياة أن القمم كثير والقمة الواحدة تتسع كثير.. وعلمني نصوص القران الكريم والسنة المطهرة أن جنة ربي كرمٌ منه لعباده الصادقين المخلصين..
بعض الناس بعيد كل البعد عنك
فإذا رأى منك خللا ولو كان يسيرا
وزنه بميزان التطفيف فرآه زلة لا تغفر
ثم أرغى وأزبد
وسب وشتم
وثار وهاج
وكأن ماحصل قطرة بنزين وقعت على حطب
فأشعلت وأضرمت
حتى أخرج بلسانه كل مافي قلبه من تراكمات الحسد
ولو أمكنه الزيادة لزاد
ثم يغلف هذا كله بعظيم جرمك الذي رأته عينه
لا تعجب فالبعوض يرى قطرة الماء نهر..
ويرى كسرة الطعام جبل..
فسر في طريقك مستعينا بربك مرددا سورة الفلق كل صباح ومساء